کد مطلب:239646 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

الامام و أباؤه علیهم السلام یخبرون بشهادته
و بعد كل ما تقدم .. نری أنه لابد لنا قبل أن نأتی علی آخر هذا الفصل من الاشارة الی أن الامام نفسه قد أخبر أكثر من مرة بأنه سوف یقضی شهیدا بالسم، بل لقد أخبر بذلك أباؤه الطاهرون، و غیرهم ممن عاشوا فی ذلك الزمان ..

و نستطیع أن نقسم هذه الروایات الكثیرة جدا الی ثلاث طوائف :

1- طائفة وردت علی لسان النبی (ص)، و الأئمة (ع) : یخبرون فیها عن استشهاد الامام الرضا (ع) فی طوس، و هذه علی ما یبدو خمسة أحادیث .

2- طائفة وردت عن الامام نفسه، یخبر فیها بهذا الأمر، و بأن المأمون نفسه هو الذی سوف یقدم علی ذلك، و أنه سوف یدفن فی طوس الی جنب هارون ..

و هذه الطائفة كثیرة جدا - و فی بعضها یصرح بذلك للمأمون نفسه، كما المحنا الیه - حتی انه زاد فی قصیدة دعبل ؛ من أجل تتمیم قصیدته قوله :



[ صفحه 431]



و قبر بطوس یا لها من مصیبة

الحت علی الأحشاء بالزفرات [1] .

3- تلك الطائفة التی تشرح لنا كیفیة دس السم الیه. و أنه بالعنب، أو بادخال الابر المسمومة فیه، أو بالرمان، أو بهما معا، أو بغیر ذلك ..

و هذه الطائفة كثیرة أیضا، و قد ورد بعضها عن الامام نفسه . و قال بعض الكتاب : انه تتبع هذه الروایات، فوجد انها تنتهی الی ستة أشخاص، هم :

أبوالصلت عبدالسلام الهروی، و الریان بن شبیب، و هرثمة بن أعین [2] .

و محمد بن الجهم، و علی بن الحسین الكاتب، و عبدالله بن بشیر [3] .

و لكننی قد راجعت بدوری هذه الروایات، فوجدت، أن عددا آخر غیر هؤلاء قد رووا ذلك أیضا ..

و حتی الزیارة تؤكد علی استشهاده (ع) :

و أخیرا .. فقد ورد فی الزیارة الجوادیة قول الامام الجواد (ع) :



[ صفحه 432]



«السلام علیك من امام عصیب، و امام نجیب، و بعید قریب، و مسموم غریب» [4] .

و فی كامل الزیارة لابن قولویه، و هو من الكتب المعتمدة، و الموثوقة، و غیره: قد ورد قولهم (ع) فی زیارته : « قتل الله من قتلك بالأیدی و الألسن» [5] و فقرة أخری فی زیارته تقول : «السلام علیك أیها الشهید السعید، المظلوم المقتول .. الی أن قال : لعن الله أمة قتلتك، لعن الله أمة ظلمتك» [6] .

و أما قولهم (ع) : أیها الصدیق الشهید، فهی موجودة فی غیر مورد من زیارته ، و فی مختلف الكتب الموردة لها .


[1] ينابيع المودة ص 454، و مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 338، و البحار ج 49 ص 239، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 264 ، 263.

[2] لم يكن هرثمة حيا حين وفاة الامام، لأنه بعد مقتل أبي السرايا ذهب الي مرو، فلم يمهله المأمون، و تخلص منه بعد أيام قلائل من وصوله، فروايته لكيفية وفاة الامام عليه السلام لا تصح، الا أن يكون هرثمة اثنين .. هذا و يلاحظ بعض التشابه بين رواية هرثمة، و رواية أبي الصلت .. فلعل الأمر قد اشتبه علي الراوي، أو أنه قد ذكر اسم هرثمة لحاجة في نفسه قضاها.

[3] القائل بذلك هو علي موحدي في كتابه : ولاية عهدي امام رضا.

[4] البحار ج 102 ص 53.

[5] كامل الزيارات ص 313، و مفاتيح الجنان ص 501، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 270.

[6] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 269.